الملل لدى بعض الأطفال
يمل الطفل عندما لا يجد من يشاركه اللعب سواء كان طفلا مثله أو بالغا. و يتفاقم
الوضع عندما لا يدرك الكبار ذلك و لا يجدون له حلول. فيتغير سلوكه لكن آخر ما يفكر
فيه الآباء هو الملل.
في المقابل
، نجد هؤلاء الأطفال قد ألفوا اللعب مع الأقران و لا يعرفون كيف يتصرفون حين يصادفون
وضعية يكون فيها وحيدا. الحل المفترض
في هذه الحالة هو أن يتعلم الطفل اللعب وحده، لأن عدم قدرته التصرف وحده سيكون له ما
بعده، و يجد صعوبات في مجالات أخرى. فاللعب الحر يتيح له الفرصة لاختيار ما يريد حسب
اهتماماته و ميولاته. كما يجعله ينمي استقلاليته في اتخاذ القرارات و ما يناسب منها،
دون حاجة للآخرين أو من يقرر مكانه.
علي أن أعلمه اللعب وحده
إلعب معه في البداية و انسحب شيئا فشيئا. في بداية الانسحاب ابق بقربه ، و عزز
اختياراته " لون جميل الذي اخترته" و تركه وحيدا يلعب : بعدة فترة من مشاركته سيدرك
أن له قدرات ليطر ذاته. ثم أطلب منه أن يقوم بعمل من أجل قريب عزيز:
مثلا رسم أو تشكيل مما يحفزه أكثر على المبادرة.
ملاحظة هامة
عندما نقول أن على الطفل أن يتعلم اللعب
وحده ، هذا لا يعني أن يظل هكذا. بالعكس أهمية الأقران و الأصدقاء مهمة جدا في حياته
لكن عدم وجودهم في أوقات أخرى لا يعني ايضا أن يتسرب له الملل. طفلك لابد أن يعرف كيف
يلعب عندما يكون وحيدا أو مع الأقران. و يحدث مشكل الملل دلى الأطفال الوحيدين
بالبيت، لكن بتضحية الوالدين و تدريجيا يعلمونهم كيف يلعب لوحده بوسائل بسيطة و
ليس بالضرورة بألعاب مشتراه. إن المشكل ليس في وجود لعب أو اقتناء لعب من السوق بل
الاشكال أنه لا يعرف كيف يلعب وحده و يندمج مع لعبه و يخلق لنفسه عالمه الخاص
للاستمتاع.
إرسال تعليق