}); عندما رفضت الذهاب الى الدراسة -->
3897775963654217
recent
عناوين

عندما رفضت الذهاب الى الدراسة

الخط

عندما رفضت الذهاب الى الدراسة



    قبل البدء في الحكي اليوم، نجدد الإشارة بأننا نقص في هذا الباب من موقعنا قصصا واقعية وليست  متخيلة. والغرض  في ذلك هو نشر تجربة و أخذ موعظة و ربما للتسلية في بعض الأحيان. قراءة ممتعة.

     ولدت في مدشر صغير به مدرسة ابتدائية، مستوصف صغيرو سوق أسبوعي، وكانت الدراسة في أيامنا تتسم بالصرامة التي تزيد في أغلب الأحيان لتصل درجة القسوة، لكن مع ذلك كنا نحب مدرسينا والحمد لله بالنسبة لي شخصيا كان مستوى تحصيلي يجنبني مواقف عنف كثيرة. في وقتنا الحالي يحن الكثير منا لتلك الأيام ليس حبا في قسوة مورست على العديد بل في جدية تضمحل من مدارسنا كل يوم. جدية المدرس والمتمدرس.

    تبدأ السنة الدراسية مع بداية الخريف كما هو الشأن الآن وتنتهي مع بداية الصيف، فتفتح عطلة طويلة ذراعيها لنا تمتد ثلاثة أشهر لكنني كنت محروما منها. فما إن يحصل أحد أبناء الجيران على عطلته الجامعية حتى يبدأ الاشتغال في مسجد أمام منزلنا، يقدم فيه دروسا خصوصية للأطفال الصغار أغلبها باللغة العربية والتربية الدينية.
  كان ابن الجيران يجد في المعين على ضبط الأطفال ويكلفني بتدريسهم ومتابعة مستوى قراءتهم، فكنت اتتبع مع كل واحد لأصحح له اخطاءه. وعندما تحين وقت الصلاة يكلفني أن أكون إمام الأطفال. في الحقيقة لا أستطيع اليوم شرح أسبابه ودواعيه وبقي سؤالا يؤرقني: لماذا يؤمنا بنفسه؟ في أحيان كثيرة تبقى بعض الأشياء المستعصية على الشرح لدى الأطفال تلازمهم طوال حياتهم، ويتمنى الكثير منا أن يلتقي من لديه الجواب ليشفي غليله.

      أتذكر جيدا أن في يوم من الأيام رفضت جازما أن اذهب لحصص التقوية والدعم لدى ابن الجيران، كما أتذكر جيدا كيف كنت أصرخ بالمنزل " كيف لي ان أدرس طوال السنة، أدرس 9 أشهر وأضيف لها 3 أخرى لن أذهب بعد اليوم سأبقى في المنزل" وأتذكر جيدا انها كانت حصة مسائية، كما انني لا أنسى كيف كانت امي تترجاني أن اذهب لكني كنت أرفض رفضا باتا.

     لما تأخرت، جاء مدرسنا يسأل عن سبب تأخري فشرحوا له السبب، فبدأ يفاوضني من جديد وأذكر أنه قال لي «رافقني فقط واجلس لن اطلب منك أي شيء أبدا، افعل ما يحلو لك كأنك بالمنزل " لكن ذاكرتي لا تسعفني أن أعرف هل قبلت، وفي غالب الظن رجعت لأنني لا زلت أتذكر كيف لم أستطع الرد على كلامه وكيف كنت محرجا جدا أمامه.

    الآن بعد مرور حوالي ثلاثين سنة، عندها لم يتجاوز عمري العاشرة، لا أستطيع أن أفسر مصدر الشجاعة والقوة التي تملكتني عندما رفضت أن اذهب للدروس الخصوصية. ما أنا متأكد منه أنني كنت أشعر بالظلم والغبن، ولم أكن أستسغ رؤية أقراني يلعبون وأنا أواظب على الدراسة صباح مساء في عز العطلة الصيفية. واليوم نحيي كل من ساعدنا في الوصل إلى طريق التعلم أمدنا بأدوات نستعملها كل يوم من أجل البحث الدائم عن المعرفة.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة