الأسباب التي تجعل الإخوة يتشاجرون
كلنا نعرف أن الانسان كائن اجتماعي لا يطيق
العيش لوحده، لكن اجتماع الناس سواء كانوا كبارا أو صغارا يثير الكثير من المنافسة
والتوتر وسوء الفهم و الخصام. وهذا يعود
أساسا الى اختلاف الرغبات والاهتمامات و الامزجة و المصالح أيضا. فكل شخص هو مضايق
أو منافس لشخص آخر في العديد من المواقف ولهذا فلا يخلو بيت لا نجد فيه خصام أو
نقاش قد يجد تفاهما أو يحتد و تتخذ مناحي أخرى. فالخصام والشجار المألوف والذي
يتخذ شكل نقاش يتبعه حل يعتبر عاديا، أما ما يدرسه التربويون هو الخصام و الشجار
الخطر المؤلم و الذي يحضر فيه الاعتداء و العنف و اللكم.
أكدت مختلف الدراسات أن الشجار يحتد بين الأطفال
المتقدمين في السن أكثر من الصغار، فيحدث أكثر بين أطفال ثمان سنوات من أطفال أربع
سنوات. كما يقع غالبا بين الأطفال المتقاربين في السن. وتزيد حدة المنافسة كلما كان
الطفلان من جنس واحد. لكن رغم كل ما قيل فإن للنقاش والخصام فوائد أيضا، فهو
امتحان يختبر به الطفل قيمة التسامح والصلح والحاجة للآخر، كما يجعل الطفل ينمي قدرته في النقاش و
الجدال بشرط ان لا يتطور الامر إلى عكس ما نرجو و نتوقع.
متى يصبح الشجار مشكلة حقيقية
عندما يصبح الشجار في المنزل بين الإخوة شيئا
متكررا على نحو غير مألوف فإنه تطور ليصبح مشكلة بالنسبة للأبوين، كما يعتبر
الخصام الذي ينتهي بالضرب المؤلم والمؤذي محكا على الأسرة معالجة الأمر. وفي حالة
أخرى، حين يستعمل الأطفال الإخوة فيما بينهم الكلام المشين، أو يصبح صراخهم ونقاشهم
يزعج الأسرة أو الجيران. و الأخطر حين يشعر أحد طرفي الشجار بالظلم خصوصا بعد تدخل
الكبار، مما يذكي في بعض الأحيان مشاعر الانتقام و الحقد. في هذه الحالات التي ذكرنا،
لابد للأسرة أن تعالج الامر قبل أن تخرج عن السيطرة.
لماذا يتشاجر الأبناء؟
كما ذكرنا في التقديم، الشجار والخصام
الخاضع للسيطرة طبيعي و ما تجاوز ذلك إلى الأذى و الألم يحتاج تدخلا. و الأسباب
وراء شجار الأطفال تكاد تكون مشتركة نذكر من بينها:
-
التنافس على الموارد المحدودة من أكثر الأمور
التي تؤدي الى الخصام، ومن بين الأسباب الشائعة التنافس على محبة الوالدين و رعايتهما
و طبعا في الكثير من الأحيان لا يستطيع الآباء تقديم الوقت اللازم و كاملة لجميع الأطفال
بشكل متكافئ ربما لظروف الوقت و العمل. في هذا الصدد نجد أن الطفل الأكبر يعتدي
على أخيه الأصغر ظنا أنه استولى على كل الاهتمام من الأسرة، وهناك بعض من الأسر
يخطؤون عندما يعتقدون أن الوليد الحديث العهد يحتاج رعاية أكثر بمبرر الصغر.
-
تعارض المصالح والرغبات ونعطي مثالا لأسرة
لديها ثلاثة أطفال بغرفة واحدة، وتنشب شجارات كثيرة بينهم لأن عندما يريد أحدهما
النوم فغن الآخر يصر على كتابة واجباته. فتكثر الشكوى والعتاب وتتطور الى اللكم والنقاش
الحاد. كما يحضر الشجار على المقاعد بالسيارة ومكان الاكل،
-
حين يشعر أحد الأطفال بانه محروم من العطف والرعاية
و كل الاهتمام انصب حول أخيه الأصغر،
فيدفعه ذلك الى افتعال مجموعة من المشاكل مع أخيه بعضها حقيقي و في كثير من الأحيان
غرضه لفت الاهتمام إليه.
-
في بعض الأحيان نجد طفلا مصابا بفرط الحركة،
فيقدم على الاعتداء على اخوته ويزعجهم بإيقاعه غير العادي. مما يخلق مشكلا داخل
الأسرة وبين الإخوة.
-
يقترف بعض الآباء خطأ فادحا حين يلجؤون الى
مقارنة الأطفال بعضهم ببعض، متناسين أو جاهلين بأن امكاناتهم غير متكافئة. فليس
صحيحا أن كل الأبناء سيوفقون في الدراسة أو يحصلون على علامات جيدة بالرياضيات.
ممكن أن نلجأ الى معالجة الأمر بملاحظاتنا الدقيقة والذكية. مثلا " اخوك حصل
على علامة جيدة بالرياضيات ومتدنية بالفنون وانت العكس...."
-
حضور الأطفال حصصا من الشجار والخصام بين
الأبوين، يجعل ذلك ينعكس على نفسيتهما أو يظنان أنها الطريقة التي تدار بها الخلافات.
فالأبوين الذين يتناقشان أمام الطفل يسببان أضرارا نفسية له ويعطيانه مثالا غير
موفق عن شكل فض المشاكل.
-
التربية بالعقاب البدني تهتك نفسية الطفل مما
يجعله يعنف الغير وأول من يبدا به إخوته والمحيطين به، فأضرار العقاب البدني غير
خافية اليوم على الكثير من الآباء. والكثير من التربويون ينصحون بتعلم الآباء
أساليب التحكم في الانفعالات تجاه أبنائهم، و هناك من يتلقى دورات تدريبية في ذلك.
إرسال تعليق