سر تفاهم الأجداد مع الأحفاد
كثيرا ما يحدث أن يتساءل الآباء عن سر اهتمام الجد والجدة بالأحفاد، و قد يتطور الأمر أن يغضب و إن
بشكل صامت بعض الآباء من تدخل الأجداد في كسر بعض توجيهات الآباء. و في المقابل
يتساءل الأجداد بأنفسهم :
لماذا لم أكن اعامل أبنائي بنفس الطريقة التي أعامل بها أحفادي؟
إن أول الأسرار أن الجد راكم خبرة كبيرة في التعامل مع الأطفال،
و طول التجربة جعلهم يتنبهون لبعض الأخطاء. و الأكثر من ذلك أن الجد متحرر من أية
مسؤولية في تعامله مع حفيده. فهو يلعب معه من أجل اللعب عكس الأب الذي يمزج اللعب
بالتوجيه و النصائح و كثرة الملاحظة.
فالجد يستطيع النزول إلى مستوى الطفل، فيسهل عليه إقناعه
بالأكل و الشرب و الجلوس و يساعده في لبس الحذاء. كما يستطيع بكل سهولة إبعاده عن
مصادر الخطأ و الخطر. أما الآباء فغالبا ما ينفذ صبرهم بسرعة فيلجؤون للتهديد : إن
لم تهدا لن ترافقني....
فالأجداد يتعاملون مع الحفيد على انه دائما صاحب حق و
مطالبه مستجابة، و الأخطر في ما يحدث أن الأجداد فيما يقومون به يوحون للأب أن
أسلوبه خاطئ و غير جدير بأن يكون أبا. و طبعا الطفل، بذكائه، يستعمل تضارب المواقف
و يستغل عطف جده و جدته للحصول على امتيازات
عدة.
كل ما قيل، يجعل الأبوان في
وضع يحسد عليه. فهم يفقدون السيطرة على الابن شيئا فشيئا، و في نفس الآن لا
يستطيعون مجابهم الأب و الأم. و كلما فهم الأجداد أن على الطفل اتباع توجيهات
أبويه أولا و عدم السقوط في تناقض قد يفسد تربية الطفل سيكون الامر أحسن.

إرسال تعليق