بيداغوجيا الدعــــــم

عسر القراءة تابع : تمارين شد الانتباه و التركيز

  تمارين شد الانتباه و التركيز استعدادا لمرحلة القراءة مواصلة لموضوع  مظاهر عسر القراءة في سن ما قبل التمدرس الذي تطرقنا فيه لجملة من مظاهر هذه الإشكالية،  ندرج في هذا المنشور  تمارين تقوية التركيز و شد الانتباه لدى أطفال ما قبل سن التمدرس و كذا لدى المتمدرسين.  

قبل 4 سنوات

      تستند هذه المرحلة على اللعب فقط و بعض الحركات، و طبعا هناك العديد من الآباء ينمون قدرات أبنائهم دون وعي و انتباه. ويأتي  ذلك تلقائيا و عفويا. و سنعطي أمثلة ، فلا تتردد في مناولة الأشياء لطفلك ليحملها من مكان إلى آخر ثم اشتري له كرة و ألعب معه حتى داخل المنزل برميا داخل اناء كبير ليتدرب على التصويب. و في مرحلة متقدمة قد تناوله كأسا بلاستيكي مملوء بالماء ليتنقل به. " ناولني الكأس" طبعا سيحاول التنقل بالكاس دون سكب الماء على الأرض.

    كما يمكنك أن  تستند إلى ألعاب ترتيب الأشكال و المجسمات حسب اللون، قد تقوم أنت بالترتيب و هو يراقب في مرحلة مبكرة من عمره. ثم  شاركه اللعب بسيارات بلاستيكية أو اتركه يملأ إناء بالرمل بواسطة ملعقة أو ما شابه و علمه أن يلبس ملابسه تدريجيا.

    صفق له "مرة واحدة ثم مرتين متتاليتين ثم ثلاث"، و أتركه يراقب و سيحاكي حركاتك و يحاول أن يفعل نفس الشيء. أما عند العودة من التسوق، دعه يشاركك فتح السلة و سينتبه لأنواع الخضر و تصنيفاتها. و يجب التذكير هنا الخوف الزائد على الأطفال يمنعهم من الاحتكاك بمحيطهم و تنمية مجموعة من المهارات الضرورية. طبعا يمكن إزالة كل ما من شانه أن يسبب الضرر له و اتركه يتحرك بكل حرية.

مرحلة الروض أو التعليم الأولي

    اللعب يبقى ثابتا و ضروريا و مفيدا، لا استغناء عنه و من المهم أن يكون هادفا خصوصا عندما نشركه هذه اللحظات و نترك له اللعب الحر، فمن خلال أنشطة التلوين و التقطيع يستطيع الطفل تعرف الحروف و التعامل معها بشكل محسوس. و كذا التركيز على تمييز أصوات و صور الحيوانات و الاشتغال بألعاب المتاهات و الالغاز.

    تلعب أيضا أنشطة مثل إتمام الجزء الناقص من الرسم و ترتيب المجسمات الملونة دورا هاما في تجاوز أية إشكالات يعاني منها الطفل، كما لأنشطة الترتيب "صغير كبير" نفس الدور و التدرب على التمييز بين اليمين و اليسار و تحت فوق.

مرحلة 6 سنوات فما فوق

    للمدرس دور مهم في معالجة عسر القراءة لدى هذه الفئة، بحيث تلعب الطريقة التي يدرس بها حصة القراءة دورا هاما و حاسما في ذلك. فعليه التحدث بصورة واضحة دو استعمال الكلمات الغريبة على الطفل، و التأكد من أن جميع الأطفال يصلهم الصوت المسموع للنص القرائي بعيدا عن أي تشويش أو مؤثر خارجي يصرف انتباههم.

     أما بالنسبة لأسئلة الفهم فنعتمد التدرج و نسال سؤالا سؤال، بينما نتعامل مع قواعد النحو و الصرف ببساطة حسب مستوى الأطفال . و عند استثمار مضمون النص القرائي، نشجع على استفزاز تفكيرهم عبر أسئلة مثل " ماذا لو ....؟ " " نعم و لكن ...." و نستخدم الشرح بالأضداد و جمع الجمع و المفرد، و ننفتح على وظائف الأشياء و أسبابها و نتائجها.

   للتحفيز كذلك تأثير كبير على نفسية الطفل، فيجعله يبذل مجهودا أكبر في جو يتسم بالأمان و الاطمئنان. مما يجعله يندمج مع المدرس في أنشطة ويستحسن  التشجيع على الاستكشاف و حث الطفل على طرح السؤال لأنها الوسيلة الناجعة لتبديد جميع هواجسه.

هام

    يبقى دائما الحل لأي مشكل متعلق بالتربية و التعليم مقرون بمعرفة سبب المشكل، و أول خطوة هي البحث عن العلة لتبدأ رحلة البحث عن الحلول. لابد من استحضار جميع جوانب الشخصية والظروف  الاجتماعية و المحيطة بالطفل في مسار البحث عن منبع أي مشكل تربوي. يبقى كل ما يقدم نسبي لأن الفروقات بين الأفراد تتعدد باختلاف بيئاتهم