قصة ابني مع الله عز و جل و مع الموت
للأطفال قصص كثير حول
المواضيع التي لا يستطيعون ادراكها بفعل صغر سنهم، و من بينها الدين و الله عز و
جل مما يضع الآباء غالبا في موقف محرج أو موقف صعب خصوصا عندما يكون الطفل كثير
الأسئلة و يلح على أجوبة.
طبعا سبق أن كتبنا في
موضوع أسئلة الأطفال، وأن من الخطأ قمعها كيفما كانت. فالعادي منها نجيب عنه بكل
تلقائية إشباعا لفضول الطفل وإغناء لمعلوماته. لكن بالنسبة للأسئلة التي تفوق
عمره، فلنتبع التدرج في الإجابة.
مناسبة التحدث في هذا
الموضوع هو ما حدث اليوم، لكن سنبدأ الحكي مما حدث حوالي سنتين من الآن حين كان عمر ابني 3 سنوات و نصف. كان ابني
يعاني ذات ليلة مغصا خفيفا في بطنه واعطيناه الدواء و لما تأخر مفعول الدواء بدا
يبكي من الألم فقالت له أمه: "أصبر، سيشفيها الله إن شاء الله." لكن جوابه كان صادما
ومضحكا: "لا لا ستشفى لوحدها، لا أريد الله أن يشفيها. " طبعا هو تخيل أن الله عز وجل
في هيئة إنسان سينزل ليقوم بعملية على بطنه الله وحده يعلم كيف تخيلها.
بعد سنة تقريبا،
توفيت جدة أمه و كان يسأل عنها كل مرة، فنجيبه أنها ذهبت عند الله حيث كان يقبل
الجواب بكل بساطة و دون مزيد من الأسئلة. لكن الغريب هو ما سيحدث عندما سيموت له
عصفوره، الذي اشتريناه له. ففي أحد الأيام رجع من المدرسة فوجد عصفوره ميت مما حول
تلك الليلة الى بيت عزاء بالنواح و البكاء . و لم نجد وسيلة لنخفف من حزنه و غضبه إلا
أننا حدثناه ان العصفور التحق بجدته و ذهب عند الله. و كان كل مرة يسألنا: "هل جدتي
تطعم العصفور، و هل هو بخير الآن."
و اليوم تواصلت
حكاياته حول نفس الموضوع، ففي الصباح رأى قطا ميتا في الشارع. يبدو أن سيارة
دهسته و جاء إلى البيت يتحدث عن المنظر الذي رآه. لكن قبل أن ينام ليلا بدأ يقول
شيئا مضحكا:" ستقع مشكلة، القط الذي مات اليوم سيأكل العصفور." طبعا لم نجد ما
سنجيبه به إلا أن الله عز وجل يعزل كل كائن وحده.
طبيعي أن الطفل في
صغره لا يستطيع استيعاب ما هو مجرد، و لا حل لذلك إلا انتظار استكمال نموه العقلي
و تطور مداركه ليفهم أشياء منها. و يعتبر الزمان كذلك من المواضيع صعبة الفهم، فإن
كان الطفل يحفظ أيام الأسبوع و يتعامل مع الساعة فهذا لا يعني أنه يفهم الزمان.
إضافة إلى ذلك، فالطفل يفرح و يغضب و يقلق لكنه لا يستطيع فهم تلك المشاعر و
إدراكها لأنها مجردة غير محسوسة.
إرسال تعليق