قصص أطفال: القطتان الغبيتان
كان مزارع يعيش في مزرعته سعيدا، يعتني بالبقرات
والحصان ويزرع القمح والشعير. يجمع العشب وينتج اللبن والزبدة، ويعتني بالكثير من
الأشجار المثمرة. التفاح والإجاص والمشمش والعنب.
وفي يوم من الأيام، وبينما كان يتفقد مخزن الحبوب وجد أن هناك بعض الأكياس
المثقوبة والفارغة فتعجب من ذلك. كيف يحدث هذا وهو لم يدخل المخزن منذ زمن طويل؟
قرر المزارع أن يداوم على حراسة المخزن ليفك لغز الاكياس الفارغة. جلب فراشا وأكلا
ومصباحا، ودخل المخزن عند غروب الشمس. جلس صامتا مختبئا في ركن ينتظر ماذا سيقع،
طال الانتظار دون أن يكتشف جديدا ولا يسمع إلا صوت الكلاب تنبح في المزارع.
تناول المزارع ما جلبه معه، ووضع رأسه على الوساد. شعر بالعياء الشديد و
النوم. فكر أن عليه أن يستريح ليستيقظ باكرا، ويعمل بجد ككل يوم. أغمض عينيه فسمع
صوت حركة غريبة قرب الأكياس، حاول تحديد نوع الحركة لكنه لم يستطع لكنه عرف مصدرها
بالتحديد. صوب المصباح تجاه مصدر الصوت ثم أضاءه فكانت مفاجأته كبيرة. عشرات من الفئران
تثقب كيسا جديدا من القمح فأتجه نحوها فهربت و
اختفت خلف الأكياس الكثيرة.
حمل فراشه ورجع للمنزل يفكر في حل للقضاء
على الفئران المعتدية، فقرر أن يقصد صباحا جاره أحمد ليسأله عن الحل. أعطاه صديقه
قطتين كبيرتين أوصاه خيرا بهما، فبوجودهما تغيب الفئران عن مزرعته.
أدخل المزارع القطتين إلى المخزن و لم تنقضي دقائق حتى جلبت كل قطة
فئران كثيرة من وراء الأكياس. فرح بالنتيجة وقرر
أن يكافئ قطتي صديقه. منحهما ثمان تفاحات،
أربع حمراء و أربع خضراء. و في الطريق تخاصمتا حول لون التفاحات و قررتا أن تحكم
بينهما البقرة.
قالت البقرة: سآكل أنا التفاحات الخضراء و
أترك لكما التفاحات الحمراء، و هكذا لن تتخاصما و تبقيا صديقتين.
لكن ما إن ابتعدتا قليلا، حتى تخاصمتا حول
حجم التفاحات فقالت احداهما: أنا سآكل التفاحتين الكبيرتين وأنت الصغيرتين. لم تتفاهما فقصدتا الحصان الذي قال لهما: أنا سآكل
الكبيرتين و أترك لكما الصغيرتين و هكذا لن تتخاصما و ستبقيان صديقتين.
افترقتا عن الحصان، لكنهما عادتا للخصام
فمر من قربهما حمار. سألهما: ما بكما؟ وأجابت إحداهما: لنا تفاحتين واحدة بأوراق خضراء و الثانية بدونها و كل
واحدة منا تريد ذات الورقتين الخضراوين. فأجابهما الحمار: أنا سآكل التفاحة دون
أوراق و أقسم لكما التفاحة بالأوراق. وكل واحدة منكما ستحصل على نصف تفاحة و ورقة.
كذلك فعل الحمار، و لما نظرت كل واحد لنصف
التفاحة و جدته يشبه النصف الذي حصلت عليه صديقتها فصرختا: يحيا العدل و عاش
الحمار.
إرسال تعليق