بيداغوجيا المجموعات
يُقصد بـ"بيداغوجيا المجموعات" تلك
التي تتعلّق بمجموعات متعلمين لا تصل إلى حدّ تكوين قسم بالمعنى العاديّ للكلمة. وتنبثق
هذه المجموعات سواء عن طريق تقسيم القسم إلى عدد من الأجزاء الصغرى، أو عن طريق ضمّ
تلاميذَ لا ينتمون عادة إلى نفس القسم.
وتقتضي بيداغوجيا "المجموعات" وضع المتعلمين في "وضعيات" بناء ذاتي للمعرفة، وذلك بجعل المتعلم نشطا وفاعلا خلال عملية التعلّم. وبتعبير آخر، فهي محاولة للانطلاق من "حقيقة" التلميذ وواقعه، بما يستوجبه من توفير جملة من الآليات كـ"الوضعيات المشكلة" و"مقاطع التعلّم" التي تكفل تنوّعا في الإجابات تناسب الفروق الكثيرة بين المتعلمين.
وتقتضي بيداغوجيا "المجموعات" وضع المتعلمين في "وضعيات" بناء ذاتي للمعرفة، وذلك بجعل المتعلم نشطا وفاعلا خلال عملية التعلّم. وبتعبير آخر، فهي محاولة للانطلاق من "حقيقة" التلميذ وواقعه، بما يستوجبه من توفير جملة من الآليات كـ"الوضعيات المشكلة" و"مقاطع التعلّم" التي تكفل تنوّعا في الإجابات تناسب الفروق الكثيرة بين المتعلمين.
- عمل المتعلمين في مجموعات يعني حسب "فيليب ماريو"
وضع المتعلمين في وضعية تعلم جماعيّ، لأن التعلّم ليس مجرّد تلقّ للمعلومة فقط ولكنّه
كذلك معالجة تلك المعلومة لامتلاكها.
- بيّنت الدّراسات أنّه عندما تتوفّر في مجموعتين نفس
الشّروط بحيث لا تختلفان إلاّ في طريقة العمل، فإن الأطفال الذين يشتغلون جماعيا يحققون
تقدما أكبر من الذي يحققه المشتغلون فُرادى. وليس سبب ذلك هو اقتداء بعضهم ببعض، بل
إنّ الاختلاف في وجهات النّظر يجبر الأفراد على إعادة تنظيم مقارباتهم المعرفية، وبذلك
تنتج حركية العمل الجماعيّ تقدّما معرفيّا فرديّا. فالمسألة وفق هذا الطّرح تأخذ "طبيعة اجتماعية
في المقام الأول"، لأنّ كلّ واحد سيحاول إثبات وجهة نظره أمام الآخر، ومن هنا
جاءت عبارة "الصّراع الاجتماعي المعرفي". وتستمدّ هذه المواقف والمقولات
روحها من تيارين أساسيّن:
* نموذج "بياجيه": الذي يرى بأن عملية
بناء الذكاء تفترض نوعا من فقدان التوازن التّكيّفي: لأنّه عندما تستعصي علينا الحقائق
نكون في حاجة إلى مراجعة كيفيّاتنا في التفكير والفعل.
* عديد البحوث والدراسات التجريببية التي أنجزت
أواخر الخمسينات في رحاب علم النفس الاجتماعي لاكتشاف دور الصراع الاجتماعي في تكوين
الحكم الفردي, والتي توصلت الى أن " الاتجاه الحقيقيّ للتفكير، لا يمشي من الفردي
إلى الجماعي، وإنما من الجماعي إلى الفردي".
لمـــاذا العمل
في مجموعـــــــــات؟
لتجاوز جملة من المعوّقات مثل:
•
انحباس التواصل: حيث تعين تقنيات العمل في مجموعات كلّ تلميذ
على التعبير عن رأيه عن طريق شخص آخر، إلى أن يتعوّد بتدرج على الاندماج في المجموعة
وأخذ زمام المبادرة.
•
الضعف في التفاعل الاجتماعي: فتقنيات العمل في مجموعات توفّر فضاء
"تفاعل" اجتماعيّ متنوّع يعلّم المتعلمين مع الأيّام كيف يتصرّفون شيئا فشيئا
في نزاعاتهم " " التي تجمع "التدافع" مع "الشّدة" مع
اللعب مع علاقات "السيطرة/الاستسلام" مع القيادة.
•
اهتزاز الثقة بالنفس: حيث يجد كلّ تلميذ نفسه مضطرّا في بعض المواقف
إلى أن يشرح بعض "التعلّمات" إلى بعض زملائه أو إلى أن يعبّر عنها، مما يعيد
له الثقة في إمكانياته.
•
فقدان الدّافعية والرّغبة: فتقنيات العمل في مجموعات توفر وضعيات
"حيوية" تسمح بالحركة والتحدّث بين الزملاء، وتنظيم الطاولات بطريقة مغايرة،
بأخذ المبادرات والقرارات، ولعب الأدوار، وتوزيع المهامّ.. وهذه الحيوية من شأنها أن
تقنع المتعلمين بأنهم الفاعلون الحقيقيون في تعلّمهم، فتتولد لديهم الرّغبة في التعلّم.
نماذج من تقنيات
المجموعات:
هناك أكثر من تقنية لتنشيط
المجموعات نقتصر هنا على بعضها:
1- التقنية الكلاسيكية لتجميع المتعلمين في ثلاثة أو أربعة أفراد:
-
ينتظم المتعلمين في مجموعات
ثلاثية أو رباعيّة باختيار شخصي، أو بإملاء من الأستاذ (يعتمد على مواصفات التفريق
التي اختارها بناء على التشخيص الأولي)
- يوزّع الأستاذ على كلّ مجموعة وثائق مختلفة، حتّى
وإن تعلقت بنفس الأهداف، ويطلب منهم تقريرا حول أعمالهم ليُعتمد في التأليف النهائي
الجماعي.
- تعمل كلّ مجموعة ما بين 10 إلى 20 دقيقة حسب دقّة
التعلّم، ثم تعرض عملها على القسم في دقيقتين أو ثلاث.
- ينجز الأستاذ في عشر دقائق التأليف بين مختلف التقارير،
مع إثرائها بمعطيات مكملة أو جديدة..
2 - تقنية الرّسول:
- يجتمع المتعلمين في مجموعات ذات 4 أو 5 أفراد لإنجاز
التعلّم المطلوب مدّة 10 أو 15 دقيقة، بعد أن تكون كلّ مجموعة قد اختارت "رسولا"
يمثّلها.
- يطوف الرسل في نهاية الوقت المخصّص على كلّ مجموعة
لإفادتهم بما أنجزوه، وذلك بحساب دقيقتين لكلّ رسالة.
- يسجّلون ما نقلوه على السبورة لإعلام الرسل الآخرين
وإعلام الأستاذ الذي سيستثمر بدوره هذا المسجّل في مداخلته.
3 - تقنية "فيليبس 6.6 "
• "فيليبس" هو اسم مبتكر هذه التقنية، و6.6
تعني 6 مشاركين مدّة 6 دقائق
• يجتمع المتعلمين وفق مجموعات سداسية تختار "منشطا"
و"مقررا" و"ناطقا"
• دور "المنشط" أن يحاور كلّ عضو (بما في
ذلك نفسه) مدّة دقيقة حول الموضوع المطروح، بما يجعل الوقت الكليّ 6 دقائق.
• يسجّل المقرر ما يدور في كلّ حوار مع اجتناب المعلومات
المتكررة، والأفضل أن يكون التسجيل على ورقة كبيرة وبخط واضح حتّى يعرض العمل على كامل
القسم.
• عندما تنتهي المحاورات، يعيد أعضاء الفرق قراءة التقارير
ومناقشتها وتنقيحها مدّة خمس دقائق.
• دور "الناطق" أن يعلّق تقرير مجموعته وأن
يقرأه على القسم.
4 - تقنية المحادثــة:
- يختار كلّ تلميذ أحد الرقمين 1 أو 2 ليتسمّى به داخل
مجموعة ثنائية.
- كلّ حامل رقم 1 يسأل زميله الحامل رقم 2 مدة دقيقة،
ثم تتبادلان الأدوار.
- يعرض كلّ تلميذ نتيجة حواره أمام كامل القسم.
- تدخل الأستاذ يكون مساوقا للعروض، مع تسجيل المعطيات
التي يراها ضرورية لعمليّة التأليف.
-
تقنية العيّنــة:
- يقسّم المتعلمين إلى مجموعتين:
* مجموعة "العينة"، التي تجلس في شكل نصف
دائرة قبالة القسم، وتمثل ربع عدد المتعلمين الإجمالي، وهي التي تتولّى مناقشة الموضوع
المطروح
* مجموعة المشاهدين الذين يتمثل دورهم في الإنصات إلى
المناقشة التي يديرها زملاؤهم، ويطرحون عليهم الأسئلة
- تجري هذه التقنية على النّحو التالي:
·
الخطوة الأولى: تكلّف
"العينة" بمناقشة الموضوع المطروح مدّة 10 دقائق. ويمكن للأستاذ أن يتدخّل
لإثارة النقاش عبر معطيات تكميلية أو جديدة. بينما يسمع فريق المشاهدين في صمت ويقتصرون
على تسجيل أسئلتهم على أوراق.
·
الخطوة الثانية: تَكُفّ
"العيِّنة" عن الحديث وتأخذ في تقبّل الأسئلة (ينهض تلميذ منشط بالعملية)،
ثمّ تتولى الإجابة مدة 10 دقائق. وكلما عجزت "العَيِّنَةُ" عن الإجابة يتدخل
الأستاذ.
·
الخطوة الثالثة: صياغة
تأليفية جماعية يشرف عليها الأستاذ.
- تقنية "العَيِّنَة" هذه مجدية جدا في تعليم
المتعلمين أن ينصتوا إلى بعضهم البعض، وأن يتحكموا في وقت تدخلاتهم، وأن يستدلوا على
أفكارهم..
- تقنية زوبعة العقل:
- هي تقنية هامّة لإثارة الخيال والابتكار ولذة الاكتشاف،
ولتنشيط الذاكرة
- المطلوب هو التعبير عن كلّ ما يخامر الذهن مما يتعلّق
بالموضوع المطروح
- يسجّل الأستاذ هذه التعبيرات على السبورة مذكرا بين
الفينة والأخرى بالموضوع
- بمعونة المتعلمين يَنْظُم الأستاذ المعطيات المحصَّلة
في محاور مختلفة مستعملا وسائل شتى كالألوان..
إرسال تعليق