التبول اللاإرادي لدى الأطفال
لا يمكن الحديث عن مشكلة
التبول اللاإرادي إلا إذا وصل الطفل عمرا مفروض فيه أنه تعود على ضبط جهازه البولي
والاستيقاظ لتفريغ ما تجمع في متانته من بول، وطبعا يختلف هذا العمر من طفل إلى
آخر و في الغالب يتم ذلك في عمر الثالثة و قد نجد بعض الأطفال يستطيعون ضبط جهازهم
البولي قبل الثانية.
إذا
استمر الطفل في التبول وهو نائم إلى ما بعد سن الرابعة، فعلى الآباء التفكير جديا
في أمره، إلا إذا كان ذلك حادثا عارضا فقط والذي قد تتعلق بالبرد أو كثرة شرب السوائل ليلا أو
سببا نفسيا مرتبط بحادث طارئ أو خوف شديد. و في هذه الحالات العرضية على الآباء أن
لا يعيروا الأمر أهمية كبيرة، أو يشعروا الطفل بالذنب. لكن إذا تكرر التبول اللاإرادي
كل يوم بعد سن الرابعة والخامسة فالتفكير
في الأسباب و الحلول أمر ضروري.
الأسباب الجسمانية
قبل التفكير في أي من الأسباب الأخرى
المتعلقة بما هو نفسي، فالأولى نعرض الطفل على الطبيب للتأكد من سلامته الجسمانية.
ومن بينها فقر الدم أو اضطرابات عصبية أو حتى وجود بعض السموم في جسم الطفل. كما
قد تكون للتبول اللاإرادي علاقة بأمراض بالجهاز البولي كالكلتين والمتانة ومجرى
البول وغالبا التهابات موضعية.
بالإضافة
إلى ما قيل، هناك أمراض أخرى قد يستبعد البعض تسببها في التبول اللاإرادي، كالتهاب
المعي الغليظ والديدان المعوية وتضخم اللوزتين والزوائد الأنفية. كما أن الطفل
الذي يعاني انهاكا عصبيا أو فقر الدم ونقص الفيتامينات قد يعاني مشكلة التبول
اللاإرادي.
تشخيص
الحالة الجسمانية للطفل لدى أطباء مختصين يساعد على تحديد السبب لبدء رحلة العلاج وقد
تستمر الحالة بعد العلاج لفترة من الزمن بفعل العادة.
الأسباب النفسية
إذا
تم التأكد من سلامة الطفل جسمانيا، فالأسباب المتبقية غالبا ما يكون لها علاقة
بالجانب النفسي وأولها الخوف والفزع سواء كان حالة مرضية كالخوف من الظلام والكوابيس
أو كان ناتجا عن مؤثرات خارجية كالعقاب البدني والتهديد. كما يمكن أن يشعر الطفل
بالخوف عن طريق الغيرة مثلا كانفعال يخيف الطفل من فقدان امتيازات أو وضع اعتباري.
الحالات
النفسية المسببة للتبول اللاإرادي كثيرة ليس أولها الخوف و ليس آخرها انعدام الثقة
في النفس.
نتائج التبول اللاإرادي على حياة الطفل
يشعر
الطفل الذي يعاني من التبول اللاإرادي بالذنب وفقدان الثقة في النفس و الحرج
الشديد، مما يؤثر على علاقاته بمحيطه و مساره الدراسي. فأغلبهم معرض للفشل الدراسي
إن لم يجد دعما وسندا معنويا من المحيطين به حتى يتجاوز المشكلة. وقد يلجأ بعضهم
الآخر إلى العناد والعنف بشكل ملفت. وبالطبع علاج الحالة يؤدي بشكل أوتوماتيكي إلى
تجاوز هذه النتائج السلبية.
قد
يسقط بعض الآباء في فخ تضخيم المشكل وتثبيته لدى الطفل عبر القيام بردود فعل غير
محسوبة العواقب. فأول الطريق في رحلة العلاج هي الإيمان بأنها حالة مرضية زوالها
مرتبط بزوال أسبابها.
إرسال تعليق