اختبار التركيز لدى الطفل
التركيز و الانتباه لدى الطفل يتم
دائما الخلط بينهما و هذه ملاحظتي من خلال اطلاعي اليومي على مجموعة من المجموعات بمواقع التواصل الاجتماعي.
طبعا هناك التباس كبير بين المفهومين، بل نجد بعض الكتابات الاكاديمية تتحدث عن
الانتباه وقد تصفه بالتركيز. لا يهمني في هذا المقال التدقيق بين الأمرين والتأسيس
لهما اصطلاحا، بينما ما يهم أكثر هو أن نميز بين التركيز والانتباه لدى الطفل
وفيما يتعلق بالتعلم خاصة.
معنى الانتباه
فالانتباه يتأتى من خلال
مؤثرات ومحفزات داخلية مثلا الإحساس بالحاجة الى شيء ما يجعلنا ننتبه لها ونبحث
عنها أو نشغل كل احساساتنا و قدراتنا الحسية و الذهنية من أجلها. و قد تساهم
مؤثرات خارجية في اثارة انتباهنا كصوت سيارة أو صرخة قوية. في التعليم والتعلم
الانتباه هو الاشتغال على المؤثر الخارجي الذي سيجعل الطفل يعطينا انتباهه ومن
خلال المؤثر الخارجي نستفز لديه مؤثرا داخليا يجعله في حاجة لما نقدمه. ومن
خلال الأمثلة، يمكن أن نفهم جيدا. فعندما ننطلق في بناء مفهوم من خلال قصة
مشوقة فنحن نشد انتباه الطفل لما نقول ونخلق لديه حاجة في معرفة نهاية القصة
مما يجعله يولينا كل انتباهه. أو من خلال تقديم وضعية مشكلة للطفل، و كمثال نقدم
له كأسا و شمعة ثم عندما نضع الكأس على الشمعة فإننا نخلق لديه مشكلة أن الشمعة
انطفأت. هكذا سنستفز قدراته للبحث عن فرضيات للمشكلة وبالتالي يخلص أن الشمعة
استهلك الاوكسجين بالكأس فانطفأت مما سيجعله يعمم استنتاجه أن النار تحتاج اوكسجين
لتبقى موقدة.
اضطراب الانتباه
اضطراب الانتباه، هو إذا كما
أسلفنا من خلال الأمثلة عندما يصرف الطفل انتباهه عن المجموعة والمدرس ويتيه في
عالم خاص به وتكون أسبابه عدة إما نفسية او عضوية او اجتماعية. فالطفل الذي يعاني
ضغطا أو مشاكل سواء داخل البيت او مع اقرانه بالقسم يقل انتباهه. كما أن للطريقة
المتبعة في التدريس في القسم دور كذلك و التي قد لا تلائم خصوصياته مما يجعله لا
ينتبه لما حوله. او ببساطة نجده يعاني فرط الحركة.
التركيز
التركيز هو الانكباب على فعل
شيء لكن نفشل في تحقيقه لأننا لم نركز جيدا ولم نستخدم حواسنا أو لم نستدعي
خبراتنا بشكل كافي مما جعلنا لا نتوفق في ادراك تفصيل مما افشل الخطة بالكامل.
وأعطي مثالا واضحا لأشرح جيدا، ولنفترض جيدا أن امرأة أرادت صنع حلوى بالبيت
وعندما وضعت كل المقادير على الطاولة ولما وضعت الدقيق في الميزان لم تركز جيدا
فاستعملت 250 غرام من الدقيق عوض 500 غرام. افسدت الحلوى في لحظة انعدام تركيز على
مؤشر الميزان. وقد نضيف مثالا آخر للدواء، فقد نستعمل 5 قطرات عوض ثلاثة لأننا لم
نركز جيدا. كذلك الطفل في المدرسة أو البيت تجده منتبه إلى مهمة عليه أن يقوم بها،
ويملك الإرادة القوية أي الانتباه لتنفيذها لكنه فشل لأنه لم يكز جيدا في التمرين
أو أثناء الكتابة لا يركز على قياسات الحرف الذي يريد ان يكتبه.
مما أسلفنا نستخلص أن توفر الانتباه
لا يعني بالضرورة وجود تركيز، وهذا ما يفسر أن بعض الأطفال ينتبهون جيدا أثناء
الحصص الدراسية لكنهم لا يحصلون على نتائج توافق درجة انتباههم أو اجتهادهم.
فالانتباه غير كافي والمطلوب هو الانتباه والتركيز.
الأنشطة المقترحة
في الملف الذي تجدون رابطه بالأسفل أنشطة
متنوعة صالحة لأطفال أربع سنوات إلى 6 سنوات. فهي أولا اختبار من خلاله يمكن
أن تعرف هل طفلك يركز جيدا ويجد الحل المناسب في وقت معقول. كما نشير انها فقط
مقترحات يمكن تعديلها أو تطويرها او حتى تبسيطها، فهي للاستئناس و ليس بالضرورة
للطبع. فيمكن أن ننقل منها تمارين عدة على الورق بشرط أن تكون التمارين معدة سلفا
وتقدم في جو محفز، مزاج جيد و تحفيز للطفل حين يحرز نتيجة أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، فتكرار مثل هذه التمارين و الأنشطة
تصبح تدريبات تنمي كذلك التركيز و تجعل الطفل يكتسب خبرات عدة تغني رصيده المهاري
و المعرفي. لتحميل الملف من هنا :اختبار التركيز لدى الطفل
إرسال تعليق