قصص الأطفال: الأسد الغبي و الأرنب الذكي
في غابة كثيفة الأشجار والأعشاب
تعيش حيوانات كثيرة في جو سلام أمان تتعاون على كل شيء. الكبيرة تساعد الصغيرة،
فالزرافة تجني للأرانب الثمار من الأشجار العالية والارانب تهرش للزرافة أسفل
رجليها. كل يوم تذهب جميع الحيوانات مجتمعة إلى بركة الماء، فترتوي و تعود فرحة،
الطيور تزقزق في السماء و الأرانب و السناجب تقفز أمام الحمار الوحشي و الزرافات.
و في يوم من الأيام، دخل أسد إلى الغابة
فاستوطن بها يسمع زئيره من بعيد فترتجف الحيوانات خوفا و تدخل الأرانب جحورها
مفزوعة. تفرقت الحيوانات و لم تعد مجتمعة، و غاب عنها الفرح و السعادة. عندما
يلتقي الأرنب و الزرافة يتحدثان عن الحزن الذي عم الغابة و يعد لها الأرنب عدد
الحيوانات المختفية. و كيف أنه يرى من جحره الأسد يصطادها و يأكلها.
اتفقت الأرنب مع الزرافة على عقد اجتماع عاجل
لجميع الحيوانات بالغابة عند البركة صباحا قبل أن يستيقظ الأسد من نومه، فذهب
الأرنب يجري بسرعة و خفة يخبر الجميع بزمان و مكان اللقاء. في الصباح الموالي، جاء
الجميع دون تأخير فالاجتماع مهم وسريع لأن طريق العودة سيكون خطرا في حالة تأخر الاجتماع
و يستفيق الأسد من النوم جائعا كعادته كل صباح.
وجدت
الحيوانات الحل الوحيد المتبقي هو إهداء الأسد حيوانا كل يوم بشرط أن لا يبرح
مكانه و يترك الغابة تعود للأمن و الأمان و يعم السلام. تطوعت الأرنب لتهدي نفسها
للأسد في اول وجبة ووعدتهم بمفاجأة ستقضي من خلالها على الأسد. كلف القنفذ بمهمة إخبار
الأسد وعقد اتفاق معه، فغادر القنفذ مطمئنا لأن الأسد لا يستطيع افتراسه. وصل
القنفذ غار الأسد ونادى عليه وعرض عليه الفكرة، فقبل الأسد وحذره من أن التأخر في
تلبية طلباته يعني الغضب وافتراس اثنين بدل واحد في اليوم.
لما
حان وقت الغذاء، قصد الأرنب غار الأسد متأخرا عن الموعد بساعة. فوجدت الأسد يستشيط
غضبا فزأر في وجهها فقالت له: أيها الأسد أنا لست وجبتك اليوم، بل كنت مرافقة
لأرنب كبير لكن أسدا آخر قطع طريقنا وأخذ الأرنب عنوة فلما حذرته منك قال أنه هو حاكم
الغابة و لا يعترف بأسد غيره.
زاد غضب الأسد وزأر مرتين حتى سمعته كل حيوانات
الغابة، فخرجت تعرف ما يجري. طلب من الأرنب أن ترافقه لتدله على المكان الذي يعيش
فيه الأسد الآخر فوافقت على الفور. فسارا
على الطريق و كل الحيوانات تترقب من بعيد و تتعجب لما يجري. وصلا إلى بئر عميق به
ماء فنادى الأرنب على الأسد، و حين طل في قاع البئر قالت له الأرنب: إنه هناك يريد
اكل أرنبك. و انطلت الحيلة على الأسد. رأى صورته وصورة الأرنب بالماء، فزأر و سقط في البئر العميق ظانا
أن انعكاس صورته أسد آخر.
جاءت الحيوانات تجري، و تشكر الأرنب على حيلتها
الذكية و التي بها استطاعت ان تعيد الطمأنينة و السلام للجميع.
إرسال تعليق