بيــــداغوجيا الخطأ
الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم
تبنت التصورات الحديثة للتربية الخطأ و منحته
مكانة استراتيجية داخل مسار التعلم، فمن جهة يعتبر الخطأ استراتيجية للتعليم لأن الوضعيات
الديداكتيكية تعد وتنظم في ضوء المسار الذي يقطعه المتعلم لاكتساب المعرفة أو بنائها
من خلال بحثه، وما يمكن أن يتخلل هذا البحث من أخطاء. و من جهة أخرى فالخطأ استراتيجية
للتعلم لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وايجابيا يترجم سعى المتعلم للوصول إلى مرحلة
التعلم .
مصادر الخطأ
اهتمت دراسات عديدة بالخطأ، و التي وصل أغلبها
إلى أن مصدر الخطأ يكون ناتجا إما عن ما هو بيداغوجي أو ديداكتيكي
أو تعاقدي، بل أكثر من ذلك هناك ما بات يسمى بتمثلات المتعلم ) سنخصص لها موضوعا منفردا( و التي تكون في الأغلب خاطئة و قد تشكل عائقا في
مسار التعلم وجب دحضها. و الخطأ هو جزء من تاريخ المتعلم و ما يشتمل عليه هذا
التاريخ من معرفة و خبرة و تخيلات.
مصدر ابستمولوجي
إن تطور المعرفة
جاء نتيجة حدوث قطائع إبستيمولوجية بين المعارف القبلية والمعرفة العلمية. لذلك لا بد من
الانطلاق من كون التلميذ يأتي إلى القسم ومعه حمولة مصدرها المعرفة العامة فيسعى التعلم
إلى مساعدة المتعلمين على تجاوز العوائق
مصدر تعاقدي
قد ينتج الخطأ
عندما يقع لبس في التعليمة أو المهمة المطلوبة من المتعلم، أو كذلك حينما يتم الاخلال بمقتضيات العقد
الديداكتيكي الذي يجمع المدرس بالتعلم حول المعرفة.
مصدر
نمائي
يخطئ المتعلم
كذلك حين نطلب منه انجاز مهمة تفوق قدراته النمائية، سواء المتعلقة بالجانب الحسي
الحركي أو الوجداني.
مصدر استراتيجي
يتعلق الأمر
باستراتيجية التعلم التي يتبعها المتعلم في انجاز المهمات، فالجانب المنهجي قد
يسقط المتعلم في الخطأ كذلك.
مصدر ديدكتيكي
مرتبط بطبيعة المحتوى
الدراسي ونوع طرائق التدريس والوسائل الديدكتيكية ومدى انسجامها مع حاجياتهم ومع متطلبات
الوسط التربوي واللغة المستعملة وكذا تكوين المدرس.
استراتيجيات التعامل مع الخطأ
رصد الخطأ
في البداية لابد
من تشخيص الخطأ من خلال تحديد مكانه وتعريفه.
إشعار المتعلم بالخطأ
وهنا لا ينبغي إغفال
الخطأ والتنكر له واتخاذ موقف سلبي اتجاهه، بل ليصبح الخطأ فرصة لبناء التعلم لابد
من:
الاعتراف بحق المتعلم في ارتكاب الخطأ و ذلك بالرفق المخطئ والالتزام
بحقه في الوقوع في الخطأ دون زجر أو سخرية أو إشعار بالدونية؛ ثم الانطلاق منه سعيا
إلى هدمه وتعويضه بالمعرفة العلمية الجديدة.
تصنيفه وتعرف
مصادره
أن يقوم التلميذ
المخطئ وحده أو بمشاركة زملائه أو بمساعدة أستاذه بتصنيف الأخطاء التي وقع فيها إلى
تركيبية و صرفية ودلالية. ثم تعرف مصادرها : هل الخطأ ناتج عن
مصدر ابستيمولوجي، أم تعاقدي،أم بيداغوجي .
إن الخطأ ليس معطى
ينبغي إقصاؤه بل يشكل نقطة انطلاق المعرفة العلمية. الاعتراف بحق التلميذ في ارتكاب
الخطأ لأن هذا الاخير يعتبر شيئا طبيعيا ومقبولا. وكما جاء على لسان مجموعة من الباحثين
نذكر ما يلي : يقول باشلار: "الحقيقة العلمية خطأ تم تصحيحه". يقول موران: "الخطأ في عدم تقدير أهمية الخطأ".
يقول طاغور: "إذا أوصيتم بابكم أمام الخطأ
فالحقيقة ستبقى خارجه".
إرسال تعليق