تطور الوعي بالزمن لدى الطفل
يتعامل الطفل مع مفاهيم رياضية معقدة من خلال
أنشطة تطبيقية دون إدراكها، فالزمن من بين المفاهيم التي يتأخر الطفل في إدراك
معناها بشكل كامل لأنه مفهوم مجرد لا يمكن تجسيده بأمثلة محسوسة. لكن الطفل مع ذلك
يبدأ في تكوين حسي بالزمن منذ سنوات عمره الأولى من خلال أنشطة عادية وأحداث
يعيشها يوميا. فتتابع بعض الاحداث ينمي لديه الإدراك بمفهوم الزمن كالاستيقاظ
صباحا، تناول الأكل، دخول الأب في فترة زمنية محددة، توقف لعبة عن بث الموسيقى بعد
فترة زمنية.... وقد يلاحظ بعض الآباء أن أطفالهم يحفظون وقت خروجهم من المنزل
فيجده قد سبقه إلى الباب لمرافقته وهو في سن الثلاثة. يتطور هذا الحس مع تقدم
الطفل في السن، ففي الخامسة والسادسة من العمر يدرك أنه لا يذهب إلى المدرسة لأنها
عطلة نهاية الأسبوع.
يدرك المدرسون والخبراء ان قراءة الطفل للساعة و
معرفة الأيام و الفصول و الشهور لا يعني أن الطفل يعي مفهوم الزمن و الذي يتوقف
على ادراكه بارتباط مع مفاهيم فيزيائية أخرى مثل السرعة. لكن هذا لا يعني أن نترك
الطفل حتى يصل به العمر فترة اكتمال قدراته العقلية ليستوعب الزمن، بل علينا أن
نساير تدرجه بتنمية وعيه بالزمن من خلال أنشطة متعددة.
أنشطة تنمية مفهوم بالزمن
من
خلال العد، فالطفل مثلا عندما يعد من 1 إلى 5 يستغرق وقتا أقل عندما يعد من 1 إلى
20. وعندما نطلب منه كتابة كلمة أو كلمات على الدفتر، يشعر منذ البداية أن كتابة
واحدة ستأخذ منه زمنا أقل من كتابة خمس كلمات. كما أن مشاركته في مسابقة نفخ
بالون، يقدر أن يتعرف أن قانون المسابقة هو أن يقوم بعملية النفخ في أقل مدة ليفوز
على صديقه.
كما
يمكننا أن نستعمل ريش أو قطعة ورق صغيرة جدا ليلاحظ أن سقوطها على الأرض يستغرق
وقتا أطول من سقوط حجرة. و تتيح تكنولوجيا المعلوميات اليوم فرصا كثيرة لتنمية هذا
المفهوم لدى الطفل، من خلال المدو التي يستغرقها في مشاهدة الرسوم الكرتونية أو
الألعاب الالكترونية التي تعتمد الزمن و السباق.
ليس مطلوب من الطفل أن يعي الزمن بمعناه
الفيزيائي بل الأكثر جدوى أن يتعامل معه بشكل مستمر ليفهم أنه مرتبط بالسرعة وأنه متغير و ليس ثابت. فالطفل يتعلم أسرع كلما تعددت
الأنشطة التطبيقية، و تنضج لديه مفاهيم كثير بالتكرار و التمرين المستمر بشرط أن
نبتعد عن تسمية هذه المفاهيم المعقدة و المجردة بمسمياتها في مراحل عمر الطفل الأولى.
إرسال تعليق